صاحب الكوفية السمراء يا والد الكبار والصغار يا زعيمنا الخالد يا مؤسس دولة فلسطين كيف نناديك أبا عمار كيف نصرخ في وجه الظلم وأنتا موجود تدافع عن شعبك المكلوم ' شعبك الجبار ' يحييك وأنت في استشهادك ويناودون جميعهم لن ننساك فنحن ننسى أبنائنا ولا ننساك , يغيب جسدك المنتصب وتبقى ذكراك ' أبا عمار ' يا أعز الشهداء وأعظمهم , يا أستاذنا الجليل ويا حارس حلمنا الفلسطيني الجميل .
أبا عمار بسم الله أبدأ كلماتي الحزينة ونحن نتذكرك سيدي وزعيمي ووالدي ياسر عرفات في ذكراك السادسة لاستشهادك على يد الاحتلال الاسرائيلى والاغتيال المباشر من المجحوم ارئيل شارون , نتذكر ياسر القائد البطل الأصيل ياسر أنت كل الشعب والشعب ما بموت وذكراك السادسة اليوم تبنى على دموع ومآسي أهل فلسطين لفقدها بطل الثورة وزعيم الأمة ضد الاحتلال الغاصب والمحتل لأرضنا .
ست سنوات على رحيلك المؤلم تنقضي لتتركنا في دوامة سوء الأحوال وقساوة الظروف , ست سنوات سيدي ووالدي تمر على مشاهد الخراب السياسي والانهيار الأمني والانقسام الداخلي ، وكأنها لا تريد النظر إلينا وتصر على الهروب من مسار الطريق الذي حرفناه عن الهدف الذي قضيت من أجله يا سيد الرجال وقائد ثورة الأحرار والأبطال .ذكراك العطرة والدي ياسر عرفات ستبقى في قلوبنا , فأي ذكرى يا أبا عمار هذه التي ارتجفت لها الأقلام , في هذه الأيام , في ذكراك السادسة يرتجف القلم أكثر مما مضى ويتساقط منه حبر الألم بغزارة فائقة , فاليوم لو نزفت دفاتر التاريخ حروفها دما لما استطاعت أن تكتب لرجل في إنسانيتك وحنكتك ورمزيتك , لشخص ذو مكانة بين الأمم لرمز وضع منهاج الثورة وأسكت كل قزم , لقائد هو التاريخ بعينه وهو الموقف الحاسم والأسطورة الساطعة لياسر هو السارية وهو العلم .
لن نوفيك حقكم سيدي الرئيس الشهيد , فمن سواك علمنا معنى الصبر والصمود والثبات في شدة البلاء وزرع في نفوسنا كنوز الحب والوفاء لله والأرض والوطن ؟, من غيرك كان يبدد غمامة الحزن من أعيننا ويزرع في نفوسنا البقاء ، فأنت جدول الحنان الناضب ومنارة الرحمة المضيئة , أنت الذي خلعت ثوب الدنيا الزائف وتحليت بزي الآخرة الحقيقي.