عاصفة الوغى "للشاعر جامعة الازهر محمد دويدار"

الـحــقــد مــن أعــين الحـساد أعـــيانـا ** والـصـبر والـبـأس والـبـارود داوانــا

الـصــخـر لان ومـا لانت عــزائــمـنــا ** وهـل تـلـيـن صـقــــور الـفتح خذلانا

الـفــتــح حـتـف وإن هبـت عـواصــفها ** لا لـن يـذوق حـمـاة الـقـدس إذعـانــا

صــفــراء لاهـبـة فـي الـحـرب طاحنة ** ويـل لإنـس يـمـس الـفـتــح عــدوانــا

عــمـــلاقــها جــبـل صـنـديــدهـا أسـد ** وجـيـشـها بـات انــهــارا وشــطــآنــا

نـشــق فـي الـوعر والأخـطار مـسلكنا ** وفـي ضـلوع الـردى والـحـتـف مأوانا

بــيــروت تــشـهـد تـاريـخـا أنـار لـنــا ** درب الـكـرامـة والأمـجـاد ســلــوانـا

دمــائـــنـــا لــهــب أشــلاؤنــا حــمــم ** وعـظـمـنـا بـات مـتـراسـا وبـنـــيــانـا

قـــادتــنـا صـفـحـة حـسـنـى مشــرفـة ** فـي دفـتـر الـمـجـد فـيها العز قد زانـا

تــاريــخـنـا أبـيـض سـحـر نـصـاعـته ** حيف على من قضى الأوقات خسرانا

كــتــائــب الأقـصـى جـنـد مــظــفــرة ** بـالـحـق تـجـعـل شوك النصر ريحانا

فــلا الــعــداة ولا الإعـصـار يـرهـبـنا ** نـحـن الـذيـن جـعـلـنـا الـبـحـر بركانا

يــومـا ســيــدمـع قـلـب الـكفر في ندم ** كـي يـعـرف الـكـون أن الـفـتح ما لانا

الــطــفـل يـلثم نهـد الـموت فـي جـلـد ** ولا تــهـــز ريـــاح الــيــأس أســـرانـا

يــروق لــي نــغم الـبارود فـي طـرب ** والـقـلـب يـسـرع فـي الـدقـات هـيـمانا

جــاء الــمــنـون يـسيل الـسـم من فمه ** والـحـقـد كـاد الـعـدى ذعـرا وأشجـانا

يــفــنــــى الأبــي وقـــوفا دونما وهـن ** بـمـصـرع سـطـر الأجـواء تـحـنـانــا

قــد اشــتــرى للـعلا بـالـروح مـنـزلـة ** وبـــاع رفـــقـــتـــه أهـــلا وخــلانــا

أيـنــحـــنـي أسـد لـلــقــرد مـرتـعـشـا ** أو يـــســـقــي فــارس ذلا وإذعـــانــا

تصغي الروابي إذا الأنياب قد ضربت ** ويـغـمـر الـسـاح حـيـن الـكر فـرسـانا

قـل مـطـلبي رغد الفردوس في شرف ** كـي تـبـصـر الـسـعـد والخيرات ألوانا

قـد آن لـلأرض أن تـشـفـى جـوارحها ** والـشـمـس تـشـرق فوق الغيم رضوانا

والـتـرب ثـاو يـغـنـي الـنـصر منتشيا ** والـبـغـي مـزق تـحـت الـرعـب ضمآنا

هـذي الـكـتـائـب عـز الـدهر يا زمني ** فـلـيـسـجـد الـمـجـد والـتـبـجـيل عرفانا

فـهـل نـســاوم والـعــمــار قــدوتــنــا ** وهـل نــهــاب ورب الــعــرش مــولانـا