بعد 15 عاما من العيش حياة مزدوجة وفي الخفية ناكرا أصله وجذوره، تبين أن
أحد أكثر حاخامات القدس تطرفاً ليس إلا مواطن عربي فلسطيني يدعى عبد الله،
وهو من إحدى القرى القريبة من المدينة القديمة. ربما كان باستطاعة الحاخام
العربي الاستمرار في إخفاء شخصيته الحقيقيأمور رأساً على عقب، لتذكر
بالمثل الفرنسي القائل "ابحث عن المرأة".
وحسبما نقلت صحيفة
"معاريف" الإسرائيلية، يعود أصل القصة الى ان عبدالله غادر قريته وهو في
سن الـ30، وتوجه الى القدس، حيث قرر اعتناق اليهودية. درس عبد الله تعاليم
دينه الجديد في إحدى أفضل مدارس الفقه اليهودي في غضون 7 سنوات، ليتحول
بعد ذلك من طالب علم الى معلم، يهب ما نهله من معرفة الى طلابه، الذين لم
يشك أي منهم ان "الحاخام" يعيش حياة مزدوجة.
في عام 2004 عرّفت إحدى العائلات اليهودية في المدينة الحاخام على فتاة من
أسرة يهودية متدينة، أملاً بجمع رأسين بالحلال كما يقول المثل العربي،
وهكذا كان. لم يذكر عبد الله أي شيء من ماضيه في قريته العربية او عن
عائلته التي تركها، واكتفى بالقول للفتاة وأهلها انه ولد في أسرة غة، وهو ما نجح به في غضون 15
عاماً، إلا أن دخول امرأة إلى حياته قلبت الير
متدينة، وانه لم يكن في سنين طفولته وشبابه يمارس تعاليم الدين اليهودي،
لكنه قرر "العودة الى أحضان اليهودية"، مشيراً الى انه أصبح مثالاً للتدين
والتعبد، وقدوة "لكل من يرغب بالعودة الى دين الأجداد".
كان "الحاخام" ولمرتين في الأسبوع يخلع زيه كرجل دين يهودي ويتوجه خلسة
الى قريته لزيارة أهله والاطمئنان عليهم. لم تكن زوجة الرجل لتشك بأمره،
الى ان حانت ساعة الحقيقة حين أجبر الحاخام عبد الله زوجته على اصطحابه
الى قريته، حيث سرد لها قصته مشدداً على ان عائلته غاضبة منه بسبب اعتناقه
اليهودية، وانها تهدده بالقتل.
لم تتقبل زوجة عبد الله الأمر فاضطر الى ان يمنعها من الخروج، وحبسها في
المنزل. لكن عندما قررت السيدة الانتحار وأقدمت على محاولة فاشلة، عاد بها
زوجها الى القدس، حيث نجحت بالفرار وتوجهت على الفور الى محكمة دينية،
وكشفت أمر عبد الله وقدمت طلب الطلاق منه.