الحب من طرف واحد .. إلى أين؟!
هو من مكان قريب
يحدق فيها طوال الوقت يراقب حروف كلماتها، همساتها، يشتم نسمة من عطرها، تراه في
كل مكان، في كل زمان، عارضاً خدماته مختلساً بسمة منها.
شارداً في أحلامه معها، متنهداُ بآهات
علها تسمعه، متألماً وحده، يحمل قلباً عليلاً وجسداً هزيلاً.
لاغياً نفسه، مدخراً مشاعره لها فقط.
ليتها تحس بما يحويه قلبه، وتفضحه
عينه بما لا ينطق به لسانه.
إنه الحب..
ولكن من طرف واحد
هي من ركن خفي تراقبه، تعد حركاته، تلاحظ هفواته، وتلاحق أنفاسه، تمشي جيئة وذهاباً أمامه
عله يراها، تحس بحرج لا يستشعره
غيرها، تضحك لفرحه وتتعذب لحزنه، تحترق كشمعة في نهار
باهر لا
يلحظها أحد.
مفتونة بملامح وجه لم تقترب منه وبصفات شخص لم تتعامل
معه، وبطباع لم تعتاد عليها، تنهمر دموعها ويتحطم قلبها فوق صخر صلب، يضيع وقتها
بين أمل وتمني.
إنها لقسوة أن تحب من لا يراك .. ولا يسمعك.
إنه الحب..
ولكن أيضا من
طرف واحد..
- إن الحب هو خيط متين من طرفين كلاهما
"عطاء"، إن فقد أي من طرفيه لم يعد حباً.
هل تستطيع أن تعطي للأبد بدون أن تأخذ المقابل؟!.
- الحب ليس من طرف واحد.. انه تناغم
بين شخصين.. بين احساسين.. بين قلبين .. فلما لا نفصح
فنفوز أو نخسر؟!.
حتى الطير لا يستطيع التحليق بين
السماء والأرض للأبد لابد له من وقفة.. من مسكن.. من مأمن..فلما الأوجاع والآلام
والآهات والدموع.. لما الأوهام والحرمان والشقاء والخنوع.. تحب وتحيا وحدك منتظراً
حبيباً ربما هو حبيبٌ لغيرك!.
- لا تقل أن الحب عذابه جنة.. وأن آلامه نشوة...
لا
تعش ظلاً خفياً لحبيب لا يراك، بل كن متوجاً على عرش قلب يهواك.
فالحب من طرف واحد إن لم يقتلك..
فسيحطمك على أقرب صخرة.. يكسرك، يتركك فريسة لأقرب وحش يأكلك .. هو تبديد لوقتك.. وإنهاك
لعقلك وعواطفك.. مؤامرة تحاك لك من وهم صنعته أفكارك .. ينساق إليها قلبك بكل
سذاجة وخنوع.
فكن أميراً على فرس أبيض في أحلام حبيبتك، وكوني أميرة
أسيرة منتظرة لفارس نبيل ينقذك.. فالحب من طرف واحد .. قصة لا يعرف لها بداية ؛
ونهايتها معروفة (قلبك الجريح).