بيت لحم -معا- أعلن السبت، فوز الطالب الفلسطيني خالد وليد المدلل برئاسة مجلس طلبة جامعة برادفورد البريطانية العريقة للمرة الثانية على التوالي، في انتخابات ساخنة أمام عدد من الطلبة الإنجليز، وهو ما يعد سابقة ليس فقط في تولي طالب فلسطيني من غزة لمنصب رئاسة مجلس طلبة الجامعة البريطانية فحسب، بل إن هذه الفوز يأتي للمرة الثانية على التوالي، حيث فاز المدلل بالمنصب نفسه العام السابق 2009، وهذا العام 2010-2011.
والطالب المدلل هو نجل الدكتور وليد المدلل المحاضر بالجامعة الإسلامية بغزة، وقد كان أحد الطلبة العالقين في قطاع غزة بعد إعلان غزة "كيان معاد" من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لكنه تمكن من مغادرة القطاع لاحقا ليستأنف دراسته في جامعة برادفورد البريطانية بعد حمله مكثفة من التعاطف الدولي من قبل طلبة الجامعة وكذلك العديد من المؤسسات البريطانية والعربية حملت إسم: "دعوا خالد يدرس"، وفي وقت لاحق أسس المدلل مع مجموعة من الطلبة العالقين في قطاع غزة حملة بعنوان "دعوا الفلسطينيين يدرسون"، ساهمت في التعريف بقضية الطلاب العالقين على المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية، وكذلك الضغط على صناع القرار لتسهيل التحاق الطلبة بالجامعات خارج فلسطين، وقد تمكن بعض الطلبة العالقين من السفر واستئناف دراستهم في الخارج.
وعن هذا الفوز الباهر قال المدلل: "أهدي هذا الفوز لطلاب جامعة برادفورد الذين وقفوا بوفاء إلى جانبي وأثبتوا حرصهم على صدق من يمثلهم ويعبر عن حقوقهم بصلابة، وهو ما يتطلب منا رد الجميل وأن نقوم بالمسؤولية خير قيام، راجياً أن أكون عند حسن الظن بي".
كما أهدى المدلل هذا الفوز لحركة النضال الطلابي، وخاصة في فلسطين وكذلك في الجامعات البريطانية والعالم، معتبراً فوزه تعبير حقيقي عن حالة وعي بالقضية الفلسطينية لدي فئة هامة وهي طلاب الجامعات في بريطانيا والغرب، وهو ما يمثل نقطة تحول هامة وحيوية في تفهم هذه القضية التي تعتبر مفتاح الحرب والسلام في المنطقة والعالم، كما شكر كل من ساهم في نجاحه وخاصة طواقم العمل التي عملت دون كلل ولا ملل لتحقيق فوز مشرف.
وأضاف المدلل: "أعيش في بريطانيا منذ تسع سنوات، درست فيها المرحلة الثانوية ثم الكلية وبعد ذلك بدأت في دراسة إدارة الأعمال بجامعة برادفورد، وأنا الآن في مرحلة الماجستير، أشعر بسعادة غامرة بهذا الفوز، وإن كان من رسالة أوجهها في هذا اليوم فهي للطلبة العرب والمسلمين وأقول لهم أن بلدانكم تنتظركم وتستحق منكم الكثير، فكونوا سفراء خير وأدوا الأمانة بحقها".
وعن خططة المستقبلية، قال المدلل: "إن البرنامج مزدحم وسوف يتم التركيز في عام قادم على التعبير عن القضايا الطلابية لطلاب جامعته التي مكث بين أحضانها أكثر من خمسة أعوام، وكان للطلبة فضل في الوقوف بجانبه ومساندته وانتخابه للمرة الثانية وهو ما أعطي طعم خاص لهذا الفوز هذه المرة".
وأردف قائلا: "هناك الكثير من القضايا التي سأعمل على إبرازها وتحقيق مكاسب طلابية من خلالها، أبرزها وضع خطة متكاملة تهدف إلى تطوير الحياة الجامعية وبيئة التعلم، بما يحقق الأهداف الأكاديمية المرجوة، وذلك عبر العمل على عدة محاور، أهمها: محور الطلبة الجدد، ومحور النشاط الطلابي, والمحور الأكاديمي، وكذلك تعزيز الشراكة بين الطلبة وإدارة الجامعة بحيث يتم إشراك الطلبة بشكل أكبر في القرارات التي تهمهم، وتقديم الخدمات المساندة لحياتهم الجامعية.
وعن التوأمة بين الجامعات البريطانية والفلسطينية أكد أنه تم البدء فعليا في ذلك من خلال مشروع التوأمة بين جامعة برادفورد وبين الجامعة الإسلامية بغزة، والذي تم التصويت عليه في الجامعة في وقت سابق، متمنياً أن يكون ذلك فاتحة خير لتطوير العلاقة المستقبلية مع بقية الجامعات الفلسطينية.
وأكد المدلل أن منصبه ذاك سوف يؤهله للقيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات والتواصل مع مجالس الطلبة في الجامعات البريطانية، وكذلك الجهات الرسمية في البرلمان والحكومة البريطانية، كون منصبه يسمح له بالتواصل مع البرلمانيين والسياسيين البريطانيين، لإيصال رسالة بلده وإبراز قضيته العادلة فلسطين وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة جريمة الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة.