بدأت تفاصيل هذه القصة عندما سمعت أن أحد الشباب قد قرر أن يتزوج من امرأة ثانية،
لم أستغرب الأمر كثيرا فهي قصة متكررة وتحدث بشكل دائم ولا حرج فيها،
ولعلي استغربت قليلا عندما علمت أنه لا زال في الخامسة والثلاثين من عمره،
وعجبت أن كيف قلل من شأنه وقرر أن يقيم عرسا كاملا كما يقيمه الشاب المتزوج لأول مرة،
فقد أقام "سهرة الشباب"!!!!!!!!!!!
وذبح "عجلا" لطعام الغداء!!!!!!!!!!
وأتى "بالفدعوس" ليزفة!!!!!!!!!!!
وقرر أن "يُصمَد" على الكوشة مع عروسته الجديدة!!!!!!!!!!!!!
وأقام عرسا كاملا -لم يكن العرس إسلاميا- كما يقيمه أي شاب في قطاع غزة
ولكن ما أثار دهشتي أن أكبر أبناء العريس من زوجته كان يبلغ الثانية والعشرين من عمره!!!!!!
لم أستوعب الموضوع أبدا،
رجل يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما وابنه يبلغ من العمر اثنان وعشرين عاما ويتزوج من امرأة ثانية بهذه الطريقة!!!!!
استغربت وتساءلت فورًا،
كم كان عمره عندما تزوج في المرة الأولى؟؟؟
وبحسبة بسيطة علمت أنه قد تزوج وهو يبلغ السنة الثانية عشر من عمره وأن ابنه البكر قد ولد وهو يبلغ الثالثة عشر من عمره!!!!!!!!!
أثارت هذه القصة فضولي،
فسألت أحد أصدقائي المقربين من العريس عن قصة هذا الرجل،
فقال لي أنه قد سأل العريس عن سر ما يفعله من تصرفات صبيانية لا تليق بمن هم في عمره وفي موضعه الأسري والعائلي، فلطالما سمعنا أن رجالا قد تزوجوا بامرأة ثانية ولكننا لم نسمع أنهم أقاموا عرسا كاملا بكل حذافيره،
وهنا كان الجاوب الشافي من "العريس" إلى صديقي الذي نقل لي حديثهم،
فقد تحدث العريس عن قصة زواجه الأولى،
فعلى حد زعمه أنه كان يلعب مع الصبية في الشارع كما يلعب أي طفل،
وكان أبوه وأمه قد خرجا من المنزل في ذلك اليوم لزيارة أحد أقربائهم،
وعندما عادا إلى المنزل ووجداه يلعب مع الصبية في الشارع ناداه والده ليتحدث معه،
جلس الطفل مع أبيه ليعرف ماذا يريد منه، وفكره وباله متعلق باللعب مع الأطفال في الشارع،
وهنا قال له أبوه أنه وأمه قد قررا أن يزوجاه وأنهما قد اختارا له عروسا،
ولم يعترض هذا الطفل على فكرة الزواج دون أن يعلم أن هذه القصة سوف تسبب له عقدة ستسكن في نفسه على مر السنين،
وبالفعل قام العرس الذي لا يذكر العريس منه شيئا،
وبات طفل الأمس ليصبح ربًّا لأسرة جديدة من أسر قطاع غزة،
يقول طفل الأمس وعريس اليوم:
"لم أحس ليوم واحد أنني قد تزوجت، فقد وعيت على الدنيا ولي زوجة وأطفال، وكم كنت أحس بالغيرة عندما أرى أي حفل زفاف يقام، وأتساءل في نفسي لماذا لا أذكر أي تفاصيل من عرسي؟؟؟!!!!!، ولماذا لم ينتظر أهلي قليلا حتى يرشد عقلي وأفهم معنى الحياة الأسرية؟؟؟!!!!، وأحس بطعم حفل الزفاف؟؟!!!!، وهنا علمت أنني قد أصبت بعقدة نفسية، وقررت أن أتزوج للمرة الثانية، وأن أقيم عرسا كاملا بكل حذافيره، عل ذلك يجعلني أحس أنني متزوج فعلا".
لم أعرف ماذا أقول عندما سمعت هذه القصة الحقيقية التي حدثت في قطاع غزة،