كان يا مكان هناك فتاة اسمها شيماء ، كانت تحب شراء الحلوى والمرطبات دائماً ، ولكن...ها كانت شديدة الاهمال لأنها تلقي مخلفات هذه الحلوى على الأرض بدلاً من أن تضعها في سلال المهملات. وكان أفراد عائلتها وصديقاتها ومعلماتها كثيري النصح والارشاد لها بأن تهتم بنظافة البيئة ولا تلقي النفايات على الأرض ، ولكن رغم ذلك ومع إدراكها بمخاطر هذا التصرف غير المتحضر الذي يفسد ويشوه منظر الأماكن العامة والشوارع والمدرسة كانت تواصل إلقاء النفايات دون أي اعتبار لنصح الآخرين.
شيماء تأكل وترمي المخلفات على الأرض و سلة المهملات بجانبها ..
وبدأت أمها في المنزل ومعلمتها في المدرسة تعاقبانها وصديقاتها يبتعدن عنها كي تصلح من حالها وتحافظ على نظافة البيئة من حولها ، ولكنها لم تظهر أي اهتمام ولم تعمل بنصائحهم.
•–––☻☻☻ ... ...☻☻☻ı––––•
وفي ليلة من اليالي ، أثناء نومها شاهدت حلماً أشبه ما يكون بالكابوس فكانت ترى وحوشاً من النفايات يتقافزون أمامها ورأت نفسها تطعم هذه الوحوش بيدها ولكنها لم تبالي ولم تخش شيئاً . وصار هذا الحلم يتكرر في منامها يومياً.
وكانت ترى الوحوش كل يوم أكبر حجماً من اليوم الذي سبقه ، وتطعمهم أكثر من ذي قبل فبدا الخوف يدب في نفسها بسبب تكرار ها الحلم ومشاهدتها لهذه الوحوش التي أصبح حجمها يعادل حجم مبنى مرتفع.
•–––☻☻☻ ... ...☻☻☻ı––––•
وفي يوم من الأيام وأثناء نومها سمعت صوتاً يناديها قائلاً: شيماء ..... شيماء تعالي أنا هنا، تبعت شيماء مصدر الصوت فرأت رجلاً عجوزاً وحين سألته عن اسمه. قال لها : ليس المهم أن تعرفي اسمي ولكن المهم الآن أن أعلمك الطريقة المثلى للقضاء على هذه الوحوش التي كبرت وتوحشت بسببك. قالت شيماء: كبرت بسببي أنا؟ كيف؟ فرد الرجل: نعم أنت السبب. إهمالك ورميك للنفايات وتراكمها فوق بعضها هي التي جعلت هذه الوحوش تكبر أكثر. شيماء: يا إلهي كل هذا بسببي أنا ؟ ولآن كيف أقضي عليهم؟ أرجوك أخبرني ، ساعدني بالحل. هرش الرجل لحيته البيضاء وقال: قللي من شراء الحلوى والعصائر. شيماء: ولكنني أحب أكل الحلوى والعصائر والمرطبات.
الرجل العجوز: إذاً لا تلقي مخلفات هذه الحلوى وجميع النفايات على الأرض. وإلا لماذا وضعت الدولى هذه السلال في الطرقات؟ هل وضعتها للزينة؟ شيماء: أعدك يا جدي بأن أحافظ على نظافة البيئة. بدأت شيماء تغير من سلوكها فتبقي النفايات التي تنتفع منها في سلة المهملات ، ولكنها تجمع علب المشروبات الغزية والعصائر وتصنع منها أشياء مفيدة تزين بها غرفتها دون أن تخبر أحداً بذلك.
•–––☻☻☻ ... ...☻☻☻ı––––•
وبعد فترة طويلة جاءت زميلاتها لزيارتها فدهشن لما رأيت في غرفة شيماء من أشياء رائعة وجميلة. وعندما سألنها عن المكان الذي اشترت منه هذه البراويز والتحف والزهريات الجميلة ضحكت وقالت: لو تعرفوني قصة هذه الأشياء التي تشاهدونها في غرفتي لن تصدقوني ثم حكت لزميلاتها حكاية حلمها مع الشيخ العجوز والجهد الذي بذلته في جمع النفايات والتي صنعت منها بعض الهدايا الجميلة والرائعة وقدمت لهن العديد منها.
شكرتها زميلاتها على هذه الهدايا الجميلة وقررت كل واحدة منهن تقليد شيماء في تحويل بعض النفايات من وحوش إلى أعمال تتسم بالابداع