وحيدٌ
حتى الوحدة ُهجرتني
غريبٌ
حتى الغربة ُأنكرتني
حزينٌ
حتى الحزن ُسئِم َمنّي
حيران ٌ
حتى الحيرة ُاحتارتْ معي
وأريدُ أنْ أبكي وأبكي وأبكي
ولكنّ الدمعَ جفاني
والبكاءُ قلاني
فأضحيتُ أنا لا أنا
ظلام ٌدامسٌ
ونفق ٌمدلهمْ
فقدتُ فيه النورْ
وشمعة َالطريقْ
فاستلقيتُ على بساطِ العذابْ
أُقلِّبُ كفيَّ بين أشواكِ الوحشهْ
وخوفٌ يقتُلُني
من فجأةِ حتْفي
وفناءِ عمْري
وضغطة ُقبْري
تعصرُ قلبي
وتطحنُ عظْمي
ويلي ويلي ويلي
آهٍ أهٍ آهْ
إلى متى إلى متى
خناقُ العجز ِيقطع ُأنفاسيْ
ودويُّ الحزن ِيفتِّت ُأحشائيْ
إلى متى إلى متى
جرحُ القلبِ ينْزف ُبدَلَ الدَّم ِنارا
وتنوح ُوتنوح ُوتنوح ُنفْسي
وتلطِم ُخدَّها
وصبْري رافع ٌراية َالموتْ
وعلى ظهريْ أكوام ُالعذابْ
تُلصقُ خدّيْ بقَذِرِ الترابْ
وعيونيْ
وعيوني تأبى البكاء ْ
وترمُقْ الشفَقْ
علَّ الغدا يعودْ
علَّ الأملَ يسودْ
مالي مالي مالي
كلَّما هَجَمَ اللَّيلْ
تخنُقُني العبْرةْ
ويحتَبِسُ الهمُّ لسانيْ
ويصْدَحُ صدْري صراخاً وعويلاْ
ويأن لبِّيْ تألماً وأسىً
وتسكنُ الجوارحْ
وتنْسَدلُ الأناملْ
وتغطّيْ أهدَابُ الكآبهْ
وجفونُ الظُّلامهْ
عيْنَ البصيرهْ
ورُؤَى لبِّيْ
أَتُوهُ في عرَصَاتِ الهُجْرانْ
باحثاً
عن ماءِ الحياهْ
وسلسبيلِ الرُّوحْ
وترياق ِالأمانْ
وسرِّ المحبهْ
وسيفِ الرجالْ
أتوهُ أتوهْ
فلا قلبٌ يأْويْنيْ
ولا صدرٌ يحميْنيْ
ولا كفٌ تمُدُّ ليْ فَتُنْقِذَنيْ
عاريْ القلبَ ومكشوفَ السريرهْ
تطْعَنُنيْ رماحُ الفَشَلْ
وتهْجُرُنيْ ورودُ الأمَلْ
أه أه أه
كلَّ اللسانْ
واسودَّ الجنانْ
وماتتِ الروحْ
وانْقَطَعَ المَدَدْ
سُحْقاً لِمِثْليْ
ميِّتٌ منَ الأزلِ
إلى الأبدْ
قَتَلَ الحزُنُ أَمَليْ
وأبادَ الهَمُّ تَفَاؤُلَ الحَياهْ
فأَضْحَيْتُ عارٍ عنْ كلِّ فضيلهْ
وعاراً على الإنسانْ
وا أسفي وا أسفي
أضحى الغرورُ لباسيْ
والعُجُبُ ردائي
سيمائي التيهْ
وعنواني الضياعْ
أينما حللتْ
وأينما نزلتْ
خلَّفتُ العارَ بصمهْ
والخسران وسمهْ
أعياني السعيُ
وسعيي هباءْ
وأضناني الجهدُ
وجهدي فناء
على جبيني رسم الفشل ْ
ومن بعيدٍ تفوح مني رائحة الكسلْ
حرفتي النفاق
خدَّاعٌ أفَّاقْ
خيري معدوم
وشري مسموم
على نفسي
وا أسفي وا أسفي
يا عين ُ أمطري الدمع شلا لا
ويا دمع كن للخد جلادا
ويا حزن ارجم القلب سهاما شدادا
ويا ندم اصلب ِ الروح حسره
هلا كفى هلا كفى
هل من سبيل حتى أرى
هل من نجاة هل من هدى
سئمت نفسي سئمت الأنا
هلا كفى هلا كفى